الأحد، 20 أبريل 2008

ارقدى على فراش موتك!!!

طلب صعب جدا صح .. ارقدى على فراش موتك!!! أيوة .. يعنى تخيلى نفسك بوضوح على فراش الوفاة.. تقمصى تماما المشاعر المرتبطة بالاحتضار والوداع.. و تخيلى ان كل حد يهمك فى حياتك بيدخل عليك لوحده.. واتكلمى معاه بصوت عالى .. وقوليله كل اللى انتى عايزاه فى آخر لحظة فى عمرك.. ثم تخيلى نفسك ..بتحتضرى!!!!!!!

الحقيقة ده تدريب كان مطلوب يتعمل فى كتاب قراته (100طريقة لتحفيز نفسك ).. بس مكنتش متخيلاه أبدا .. كنت فكراها هتبقى تجربة كئيبة ومخيفة.. لقيت العكس تماما..

المؤلف بتاع الكتاب نفسه (ستيف تشالندر) عمل التدريب ده وبيحكى: "خلال حديثى مع كل شخص استطعت أن اشعر بصوتى وهو يتغير ولم يكن بوسعى أن أتفادى البكاء فغرغرت عيناى بالدمع واستشعرت احساسا بالفقدان . لم أكن حينها أبكى حياتى وانما ابكى على الحب الذى سأفقده بالوفاة. كان بكائى تعبيرا عن حب لم أعبر عنه من قبل.. وخلال هذا التدريب الصعب عرفت حقا حجم ما افتقده فى حياتى.. وبنهاية التدريب تحولت الى كتلة من العواطف المختلفة ، فقلما بكيت بهذه الحرارة من قبل ، اما حينما تحررت من هذه العواطف .. حدث شئ رائع!!
حيث اتضحت الأمور أمامى ، فعرفت ما هى الأشياء المهمة وما هى الأشياء التى تعنينى حقا.. ومنذ تلك اللحظة عاهدت نفسى ألا ادع شيئا دون أن أعبر عنه.. وأصبحت لدى الرغبة أن أعيش كما لو كنت سأموت بأى لحظة.. وأدركت مغزى التدريب: ليس علينا أن ننتظر لحظة الموت الحقيقية حتى نستفيد من مزاياها ، وبامكاننا ان نعيش هذه التجربة فى أى وقت نريده. فالتظاهر انك لن تموت سوف يضير تمتعك بالحياة كما يضار اللاعب فى المباراة لو اعتقد ان المباراة لن تنتهى ، ستقل حماسته و سيلعب بتكاسل وبالتالى لن يستمتع باللعب بل ومحتمل جدا ان يخسر المباراة. فأنت اذا لم تكن واعيا بالموت ؛ فلن تدرك تماما هبة الحياة".

ارقدى على فراش موتك.. يعنى مش لا زم نستنى لما تيجى علينا لحظة الموت الحقيقية عشان نكتشف احنا عايشين حياتنا صح ولا لأ.. وبرضه انا بقول انها فعلا تجربة رائعة.. تخيلوا ان احنا ..بنتكلم مع الأشخاص اللى بيهمونا فى الحياة.. تخيلوا المشاعر تكون أد ايه نقية .. ونشوف كل حاجة فى حجمها الصحيح .. ولاحظ كل الأشياء الغير مهمة اللى بتستنزف مشاعرنا.. طاقتنا .. وبالنهاية تستنزف حياتنا.. وبتعوقنا اننا نوصل مشاعرنا الحقيقية لكل من يهمنا فى حياتنا..
كل ده بنتكلم عن أشخاص.. ما بالكم باللى ممكن نقوله فى اللحظة دى.. لرب العالمين .. اللى منحنا العمر ده كله .. ونشوف حالنا فى العمر ده كان عامل ازاى مع ربنا .. كل حد فينا أدرى هو عمره عدى فى ايه .. يا ترى ممكن نقول لربنا ايه فى اللحظة دى .. صوتنا هيكون عامل ازاى واحنا فى لحظة الموت .. وهنقول ايه .......
وأحلى لحظة ..بعد التجربة دى على طوول تأخدى اول نفس وتقولى : الحمد لله على كل ثانية انعمت بيها على.. لعلى اتوب فيها عن ذنب.. أو أعمل طاعة جديدة .. أو أساعد حد انه يقربلك.. تحسى بنعمة كل لحظة بتعدى .. وتقدرى فعلا تعيشى اللحظة وتستمتعى بكل نفس بتاخديه.. والحقيقة ان فعلا مرورنا بالتجربة دى بنطلع منه بشعور اننا ولدنا من جديد.. بعيون نقية بتبص لبعيد.. متتخدعش بالأشياء البراقة اللى ممكن تلهيه عن غايتها ..ونقدر بعدها فعلا نعيش اللحظة .. ونستمتع بيها .. فى رضا الرحمن.. ونلاقى الدنيا بقت واضحة .. عارفين احنا عايزين اييه .. وعارفين نوصله ازاى.. ونشوف بعين الخيال كل التغيييرات اللى لازم نغيرها فى حياتنا .. عشان نقدر نعيش وتكون حياتنا ..حياة طيبة.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

كلام جميل يا خديجة و قابل للتطبيق بجد!! ان شاء الله أطبقه و ارجع لك بما استفد به!

فى لحظة ما .. نسأل أنفسنا كيف تمضى بنا الأيام.. يوما بعد يوم .. ننجرف بعيدا .. نفقد تصالحنا مع أنفسنا .. نجد انفسنا فجأة على مفترق طرق او امام موقف ندرك عنده اننا لا نعرف أنفسنا .. من نكون .. وماذا نريد.. فى تمثل تلك اللحظة قررت أنى أريد أن أحيا الحياة التى حلمت بها دوما.. تلك الحياة التى أعلم فى أعماق نفسى أنها الحياة التى يتجسد و يتجدد فيها إيمانى ..سعادتى ..طموحى ..أحلامى وأهدافى .. لذلك قررت أن يكون .. كل يوم يمر على.. خطوة.. نحو.. الحياة الطيبة.